الفصل الثالث
الميزانية العامة للدولة
- تمثل الميزانية العامة للدولة حجر الزاوية أو المحور الأساسي في نظام المحاسبة الحكومية.
- وتظهر أهمية الميزانية العامة من أن بياناتها التقديرية يتم إثباتها في السجلات المحاسبية في بداية العام بالرغم من أن هذه العمليات ليست عمليات تبادل فعلي كما هو الحال في المحاسبة المالية.
أهمية الميزانية العامة للدولة
(1) تشمل الميزانية العامة وتوزيعها للاعتماد على مختلف بنود الإنفاق.
(2) توضع الميزانية العامة الكيفية التي يتم من خلالها حصول الدولة على مواردها لتمويل هذه الاعتمادات.
(3) بدون الميزانية العامة يصعب على الجهاز الحكومي القيام بمراجعة وتحقيق أهدافه، إذ هي بمثابة وثيقة قانونية تقدر فيها نفقات الدولة وإيراداتها عن السنة مالية مقبلة، وتخول بموجبها الوحدات الحكومية بالجباية والإنفاق على الأغراض المخططة وذلك ضمن إطار الخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وطبقاً للسياسة العامة للدولة.
(4) يتم إعداد الميزانية العامة بمعرفة السلطة التنفيذية ( وزارة المالية ) وفقاً لإجراءات معينة وتوقيت محدد ثم ترفع بعد ذلك إلى السلطة التنظيمية ( مجلس الوزراء ) لاعتمادها وإصدارها بقانون. عندئذ تعتبر الميزانية ملزمة لمديري الوحدات الحكومية خلال السنة التي تغطيها الميزانية.
(5) تعتبر الميزانية العامة بعد اعتمادها تصريحاً رسميا للوحدات الإدارية الحكومية بإنفاق الاعتماد على الأغراض المخططة وهي في نفس الوقت تعتبر تصريحاً بجابية الموارد التي تمول هذه الاعتمادات.
لا يجوز تعديل بيانات الميزانية العامة أو الخروج عليها أو الإضافة إليها إلا بنص قانوني.
طرق إعداد الميزانية
- يتم إعداد مشروع الميزانية العامة للدولة بمعرفة السلطة التنفيذية باعتبارها المسئولة عن تنفيذها لأنها أكثر قدرة على التنبؤ والتقدير لاقترابها من واقع العمليات في القطاعات المختلفة.
- تتم عملية إعداد الميزانية بمشاركة مجموعة من المختصين بشئون الميزانية والمالية والتخطيط بالإضافة إلى الموظفين والتنظيم والإدارة ورجال السياسة من مختلف السلطات الثلاثة: التنفيذية والتنظيمية والعليا.
- هناك أربعة طرق لإعداد الميزانية العامة للدولة:
(1) طريقة الرقابة :
- تعتبر هذه الطريقة هي الطريقة التقليدية لإعداد الميزانية العامة. وهي الطريقة الأكثر شيوعاً في الوقت الحاضر والمطبقة في المملكة العربية السعودية.
- وفقاً لهذه الطريقة يتم إعداد الميزانية العامة باعتبار أن الهدف الأساسي للميزانية مقصور على تحقيق الرقابة المالية والقانونية وذلك للتأكد من تحصيل الإيرادات وفقاً للقوانين ثم إنفاقها في الأغراض المخصصة وفي حدود الاعتمادات المصرح بها .
- بالرغم من كثرة استخدام هذه الطريقة إلا أن لها انتقادات كثيرة:
(1) تركز هذه الطريقة فقط على الرقابة المالية والقانونية والتحقق من الدقة والأمانة في تنفيذ الاعتمادات والعمل على صيانة الأموال دون المساهمة في ترشيد الإنفاق الحكومي.
(2) هذه الطريقة غير قادرة على توفير معلومات عن أنواع الخدمات التي تقوم كل وحدة إدارية بتقديمها أو كمية هذه الخدمات أو مستوى تأديتها أو التغيير الذي يطرأ عليها من سنة لأخرى.
(3) يعني ذلك أن هذه الطريقة غير قادرة على مساعدة الإدارة الحكومية في التخطيط واتخاذ القرار.
(4) تركز هذه الطريقة على المدخلات وتدبير الأموال دون الاهتمام بالمخرجات التي تتمثل بإنتاجية القطاع الحكومي مما يترتب عليه قدم القدرة على التعرف على كفاءة الموارد الاقتصادية الموظفة وعدم إمكانية متابعة وتقييم أداء البرامج والأنشطة الحكومية نظراً لتوزيع الاستخدامات والموارد على الوحدات و الإدارات المتعددة أو الحسابات المتنوعة.
(2) طريقة الأداء:
- يطلق على الميزانية المعدة وفقاً لهذه الطريقة ميزانية الإدارة أو ميزانية البرامج والأداء.
- تستخدم هذه الطريقة لتوفير معلومات تساعد الإدارة على تخصيص واستغلال الموارد المتاحة بكفاءة وفاعلية هذا بالإضافة إلى فرض الرقابة على الأموال (كما في طريقة الرقابة).
- ظهرت هذه الطريقة كاستجابة لتحول اهتمام المحاسبة الحكومية من مجرد فرض الرقابة على الأموال إلى توفير معلومات تساعد الإدارة على الكفاءة في تخصيص واستغلال الموارد المتاحة.
- حتى يتم إعداد الميزانية العامة وفقاً لهذه الطريقة، يتم الربط بين مدخلاتها والتي تتمثل بالنفقات ومخرجاتها التي تتمثل في الأعمال والخدمات المنجزة. يعني ذلك أن ميزانية البرامج والأداء تركز على الأعمال والأنشطة التي تقوم بها الوحدات الحكومية وليس فقط على وسائل تنفيذ الأعمال كما في ميزانية الرقابة.
- يتطلب تنفيذ هذه الطريقة تقسيم الميزانية إلى وظائف والوظائف إلى برامج والبرامج إلى أنشطة بحيث يتم تبويب هذه الأنشطة نوعياً حسب بنود الإنفاق المختلفة.
- يعاب على هذه الطريقة ما يلي :
(1) يتطلب هذا النظام الكثير من الوقت والجهد مقارنة بالطريقة السابقة ومزيداً من الخبرة المتخصصة في كل مجال .
(2) يصعب وفقاً لهذه الطريقة تحديد وحدات الأداء في العديد من الأنشطة والخدمات الحكومية.
(3) تعتبر هذه الطريقة مكلفة حيث ترتفع تكلفة تطبيقها.
(4) يصعب علي المحاسبة الحكومية الوفاء بمتطلبات هذه الطريقة.
(5) إن الهياكل الإدارية والتنظيمية للقطاع الحكومي لا تناسب تطبيق هذه الطريقة. حيث يمكن أن يدار البرنامج الواحد من قبل أكثر من وحدة إدارية مما يستلزم إعادة النظر في الهياكل التنظيمية للوحدات الحكومية.
(3) طريقة التخطيط والبرمجة والميزانية :
- ظهرت الحاجة لاستخدام هذه الطريقة عند تحول اهتمام الميزانية الأساسي من فرض الرقابة المالية وخدمة الإدارة إلى خدمة عملية التخطيط طويلة الأجل.
وفقاً لهذه الطريقة تعتبر الميزانية وسيلة تمويل وتنفيذ لأهداف خطة التنمية للدولة. حيث يتم عن طريقها الربط بين السياسات المالية والاقتصادية للحكومة وبين خطة اقتصادية محددة تنفذ عن طريق مجموعة من البرامج والأنشطة.
تهدف هذه الطريقة إلى:
(1) توفير المعلومات اللازمة للتخطيط طويل الأجل.
(2) توفير المعلومات اللازمة لخدمة إدارة الوحدة الحكومية.
(3) توفير المعلومات اللازمة لتحقيق الرقابة الرقابة المالية والقانونية والكفاءة و الفعالية.
(4) يهدف لجعل الميزانية أداة للتخطيط والإدارة والرقابة.
- يتم إتباع الخطوات التالية عند تنفيذ هذا النظام:
(1) تحديد الأهداف الرئيسية لسياسة الحكومة وترتيب أولوياتها.
(2) برمجة الأهداف في شكل برامج.
(3) المفاضلة بين البرامج البديلة باستخدام أسلوب تحليل التكلفة والمنفعة لاختيار أحسن البدائل التي تحقق الأهداف.
(4) تصميم خطة لكل برنامج على مدى عدة سنوات.
(5) صياغة الاحتياجات السنوية لكل برامج في شكل ميزانية.
من أهم مزايا هذا النظام ( الطريقة ):
1- يتم اشتقاق تقديرات الميزانية من بيانات المستويات الإدارية العليا وليس المستويات الدنيا كما في الأسلوب التقليدي ( طريقة الرقابة ).
2- أصبحت البرامج محور التقدير والمفاضلة واتخاذ القرارات بصرف النظر عن المستويات الإدارية التي تهتم بتنفيذ البرامج .
لم يحقق هذا النظام الأهداف المرجوة بسبب العيوب التالية:
(1) كبر حجم واتساع نطاق الوحدات الحكومية.
(2) تعدد وتنوع البرامج التي تنجزها الوحدات.
(3) كثافة الوقت والجهد اللازمين لتوفير المعلومات.
(4) المشاكل المتعلقة بالتنبؤات والقياس.
(5) صعوبة التعبير الكمي عن مخرجات معظم البرامج.
(6) التركيز على البرامج الجديدة التي تنفذ لأول مرة أو التوسع في البرامج القائمة. وذلك لا يفيد في إعداد تقديرات الميزانية المتعلقة بالبرامج الجاري تنفيذها.
(4) طريقة الأساس الصفري: ـ
- يطلق على الميزانية المعدة وفقاً لهذه الطريقة "الميزانية الصفرية".
- تعتبر الميزانية الصفرية أداة تخطيط و رقابة تتطلب من كل مدير إعادة النظر في أنشطة إدارته ابتداء من نقطة الصفر (أي كما لو كانت هذه الأنشطة تنفذ لأول مرة ) كما تتطلب تحديد مدى وجدوى النشاط وملائمة تكلفته ودراسة الطرق البديلة لإنجازه.
- هذه الطريقة تساعد على تقييم البرامج القائمة ( الجاري تنفيذها ) بالإضافة إلى البرامج الجديدة كما تساعد هذه الطريقة على تدعيم نظام التخطيط والبرمجة والموازنة.
تتطلب هذه الطريقة القيام بالخطوات التالية:
(1) صياغة الأهداف.
(2) تقديم البرامج التي تساعد على تحقيق الأهداف والمفاضلة بين هذه البرامج.
(3) اتخاذ قرار يتعلق بالبرنامج الذي تم إخياره.
(4) إعداد الميزانية
قد يتضمن القرار المتخذ بشأن البرامج أحد القرارات التالية:
(1) إلغاء العملية : التوصية بعدم الاستمرار بتنفيذ البرنامج.
(2) مستوي منخفض: الاقتراح بتخفيض مستوى التمويل لمستوى أدنى بهدف المحافظة على وجود واستمرارية المستوى الأدنى من الإنجاز.
(3) المستوي الحالي: الاقتراح بالاستمرار بالمستوى الحالي للخدمات .
(4) المستوي المرتفع : الاقتراح يشمل مستويات مرتفعة من التمويل ومستويات إنجاز أكبر من المستوى الحالي.
مثال ص ( 17)