3-2- الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار (ANDI) :(24)
تعتبر الوكالة مؤسسة عمومية ذات طابع إداري تتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي, حيث يقوم وزير المساهمات وتنسيق الإصلاحات بمتابعة مجمل نشاطات الوكالة (المادة 01)، من مهام الوكالة في إطار الاستثمار, وبالتعاون مع الإدارات والتنظيمات المعنية القيام بمايلي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]المادة 03).
• ضمان ترقية وتطوير ومتابعة الاستثمار الوطنية والأجنبية.
• استقبال, إعلام, مساعدة المستثمرين المقيمين وغير المقيمين في إطار تنفيذ المشاريع الاستثمارية.
• تسهيل استكمال شكليات إنشاء المؤسسات وتحقيق المشاريع من خلال الشباك الوحيد اللامركزي (Guichet Unique).
• منح المزايا المرتبطة بالاستثمار.
• ضمان احترام الالتزامات المتعهد بها من طرف المستثمرين خلال فترة الإعفاء.
إضافة إلى ما سبق ذكره فإن الوكالة مكلفة أيضا بمايلي: (المادة 04)
• وضع أو إنشاء الشباك الوحيد طبقا للمادتين 23 و24 من الأمر رقم 01-03.(25)
• تحديد فرص الاستثمار وتشكيل بنك معلومات اقتصادية ووضعها تحت تصرف المتعاملين.
• جمع ومعالجة والإعلان عن كل المعلومات الضرورية المتعلقة بفرص الاستثمار والاستفادة من خبرات وتجارب الدول الأخرى.
• تحديد العراقيل والعقبات التي تواجه تنفيذ الاستثمارات واقتراح التدابير التنظيمية والقانونية الملائمة لمعالجتها على السلطات العمومية.
أما بخصوص سير وتسيير وتنظيم الوكالة فقد نصت المادة 06 من الأمر التنفيذي رقم 01-282 على أنه يتم إدارة الوكالة من طرف مجلس إدارة يرأس من طرف ممثل رئيس الحكومة, وتسير من طرف مدير عام وأمين عام(26), أما تنظيمه فيخضع لقرار السلطة الوصية.(27)
يتشكل مجلس الإدارة من: ممثل رئيس الحكومة (رئيسا), ممثلي الوزارات المعنية (المساهمة وتنسيق الإصلاحات, الداخلية والجماعات المحلية, الشؤون الخارجية, المالية, الصناعة, المؤسسات الصغيرة والمتوسطة, تهيئة المحيط), بالإضافة إلى ممثل محافظ بنك الجزائر, وممثل الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة (CACI), وثلاث ممثلين عن منظمات أصحاب العمل معينين من بين نظرائهم.(28)
يجتمع مجلس الإدارة أربع مرات في السنة باستدعاء من رئيسها بصفة عادية, أو بصفة غير عادية بطلب من رئيسها أو بطلب ثلثي أعضائها. بالإضافة إلى مجلس الإدارة والمدير العام والأمين العام للوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار, فقد أحدث المشرع الجزائري ما يسمى بالشباك الوحيد (Guichet unique) للوكالة, ومن صلاحياته إتمام الأمور الشكلية المنشئة للمؤسسات وتسهيل تنفيذ المشاريع الاستثمارية, حيث تم إنشاء هذا الشباك على مستوى كل ولاية, ويحتوي هذا التنظيم على كل الممثلين المحليين للوكالة نفسها والمتمثلة على وجه الخصوص في المركز الوطني للسجل التجاري (CNRC), الضرائب, الجمارك, التهيئة العمرانية, المحيط, الشغل والمنظمات المكلفة بالعقار المخصصة للاستثمار, وملحق للمجلس الشعبي البلدي أين يقع هذا الشباك, بالإضافة إلى ملحق للقباضة والخزينة والضرائب, فتتمثل مهام هذه المصالح في تقديم كل المعلومات الضرورية للمستثمرين كل في حدود اختصاصها.(29)
ويجب الإشارة أن حجم الاستثمارات الذي تم اعتماده منذ صدور هذا القانون (أي بداية من سنة 2002 إلى غاية سنة 2003) والتي تم التصريح بها لدى الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار ما قيمته 61.604 مليون دج لأزيد من 147 مشروع بـ 18.923 منصب شغل موزعة جغرافيا كمايلي:
الجدول رقم (04): التوزيع الجغرافي للمشاريع المصرح بها خلال (2002-2003):
المناطق عدد المشاريع النسبة (%) المبلغ (مليون دج) النسبة (%) عدد مناصب الشغل النسبة (%)
الدول العربية 60 41 17.356 28 4.286 23
أوروبا 79 54 43.853 71 7.973 42
أمريكا 02 01 327 01 6.492 34
أسيا 06 04 68 00 172 01
المجموع 147 100 61.604 100 18.923 100
المصدر: منشورات الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمارات (ANDI) ، 2004.
يلاحظ من خلال الجدول السابق المساهمة الفعالة للدول العربية في الاستثمار في الجزائر، حيث بلغت نسبة 41 % من إجمالي عدد المشاريع في ظرف سنتين فقط مقابل 24 % فقط خلال (1993-2001)، وهذا ما يؤكد رغبة المستثمرين الأجانب الاستثمار في الجزائر، غير أنه ومن خلال تحليلنا لكل المعطيات والأرقام السابقة تبقى نوعا ما غير واضحة نظرا لعدم تمكننا من معرفة ما هي القطاعات التي استفادت من هذه المشاريع وما هي القيمة المضافة التي أنتجتها، وما يجب الإشارة إليه وحسب تصريحات بعض مسؤولي الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار أن هذه المشاريع تركزت أساسا في قطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية (خاصة النقال)، والصناعة الغذائية وإنتاج الأسمنت والصناعة الصيدلانية.
وفي نفس الاتجاه وحسب تصريحات الوزير المنتدب المكلف بالمساهمة وترقية الاستثمار أكد على أن نوايا الاستثمار الأجنبي المباشر وصلت خلال سنة 2004 ما يقارب 4 مليار دولار مقابل 1.2 مليار دولار سنة 2003 فقط، حيث سجلت الجزائر 54 مشروع في شكل استثمار أجنبي مباشر وفي شكل شراكة وهذا في السداسي الأول من سنة 2004، بمبلغ 112 مليار دج (ما يقابل 1.5 مليار دولار) تم التصريح بها من طرف الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار، منها 31 مشروع استثمار أجنبي مباشر (IDE) بمبلغ 107 مليار دج (1.4 مليار دولار) و23 مشروع شراكة مع مؤسسات محلية بمبلغ 4.5 مليار دج (60 مليون دولار).(30)
ففيما يخص الاستثمارات الأجنبية المباشرة سجلت الوكالة الوطنية لتطوير للاستثمار أن نسبة 82% من المبلغ الإجمالي (المذكور أعلاه) أتى من الكويت الوطنية التي تحصلت على ترخيص استعمال الهاتف النقال بـ 1.1 مليار دولار (88.5 مليار دج)، ثم تلتها مصر بـ177 مليون دولار(15.7 مليار دج)، ثم فرنسا بقيمة 20 مليون دولار(1.77 مليار دج)، وليبيا بـ 11 مليون دولار (1مليار دج).(31)
ويجب التنويه أنه ما بين 2001-2004 استقبلت الجزائر ما يزيد عن 243 مستثمر أجنبي مباشر أو بشراكة وهذا من 31 دولة، منها 8 دول من الاتحاد الأوروبي، بلغت تكلفة هذه الاستثمارات ما يعادل 3.5 مليار دولار (خارج قطاع المحروقات).
وخلاصة القول أن جميع هذه المحاولات التي قامت بها الدولة لتشجيع الاستثمارات وجلب المزيد منها تهدف أساسا إلى توفير مناصب الشغل و الحد من مشكل البطالة، بالإضافة إلى تحسين التوازنات الاقتصادية الكلية.
خاتمة:
لقد سعت الجزائر ككل الدول الأخرى للحد أو التقليل من هذه الظاهرة بمحاولة استيعاب أكبر قدر ممكن من اليد العاملة النشيطة القادرة على العمل والراغبة فيه، وذلك من خلال أرمدة من القوانين المشجعة على الاستثمار بتقديم جملة من الامتيازات والإعفاءات والضمانات للمستثمر الوطني والأجنبي على حد سواء، قصد تشجيع وتطوير الاستثمارات وبالتالي خلق مناصب الشغل، وهذا إما في إطار برنامج الإنعاش الاقتصادي الذي خصص له 55 مليار دولار، أو في إطار الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار، وأحسن مثال على ذلك ما نص عليه قانون الاستثمار(93-12) وأكده فيما بعد قانون الاستثمار (01-03) بخصوص مساهمات أصحاب العمل من الاشتراكات في الضمان الاجتماعي حيث سيدفعون نسبة 7 % فقط من الأجور المدفوعة كاشتراكات وتتحمل الدولة الفرق، لكن رغم كل الجهود المبذولة من طرف الدولة لاستيعاب العدد الفائض من اليد العاملة النشيطة تبقى مع ذلك نسبة البطالة في الجزائر جد مرتفعة.
الهوامش:
________________________________________
(1) قانون النقد والقرض (قانون 90-10) الذي عرف أول تعديل سنة 2001 بموجب الأمر رقم 01-01 المؤرخ في 27/02/2001 حيث مس هذا التعديل الجوانب الإدارية في تسيير البنك المركزي دون المساس بصلب القانون ومواده (الفصل بين مجلس إدارة البنك ومجلس النقد والقرض), ثم بعد ذلك عرف تعديل ثاني بموجب الأمر رقم 03-11 الصادر بتاريخ 26/08/2003, الجريدة الرسمية العدد 52 المؤرخة 27/08/2003.
(2) أنظر المادة 84, 85 من الأمر رقم 03-11 المتعلق بالنقد والقرض المؤرخ في 26/08/2003, الجريدة الرسمية العدد 52 الصادرة في 27/08/2003.
(3) أنظر المادة 126 من نفس الأمر رقم 03-11.
(4) المرسوم التشريعي رقم 93-12 المؤرخ في 05/10/1993 المتعلق بترقية الاستثمار, الجريدة الرسمية, العدد 64, الصادرة بتاريخ 10/10/1993.
(5) يتضمن التصريح: مجال النشاط, تحديد الموقع, مناصب الشغل المحدثة, التكنولوجيا المزمع استعمالها, مخططات الاستثمار والتمويل والتقييم المالي, شروط المحافظة على البيئة, مدة إنجاز المشروع (الاستثمار).
(6) سوف نعود إلى مهام, أهداف وآليات عمل هذه الوكالة فيما بعد.
(7) أنظر المواد (17-19) من المرسوم 93-12, مرجع سبق ذكره.
(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أصبحت 2 ‰ (بالألف) طبقا للأمر رقم 01-03 المتعلق بتطوير الاستثمار.
(9) أنظر المواد (20-24) من المرسوم التشريعي رقم 93-12, مرجع سبق ذكره.
(10) أنظر المواد (28-32) من نفس المرسوم.
(11) نصت المادة 38 من المرسوم 93-12 على أنه "يحظى الأشخاص الطبيعيون والمعنويون الأجانب بنفس المعاملة التي يحظى بها الأشخاص الطبيعيون والمعنويون الجزائريون من حيث الحقوق والالتزامات فيما يتصل بالاستثمار".
(12) Bettahar Rabah, le partenariat et la relance des investissements, Edition Bettahar , Alger,1992, P(140).
(13) أنظر المادة 126 من الأمر رقم 03-11 المتعلق بالنقد والقرض, مرجع سبق ذكره.
(14) أنظر المادة 12 من قانون 93-12, مرجع سبق ذكره.
(15) Service du Chef du Gouvernement, Agence de Promotion de Soutien et de Suivi des investissements, Division du Guichet unique, notes sur les intentions d’investissement, bilan cumulé du 13/11/1993 au 31/12/2001.
(16) Bouzidi Abd El Madjid, Les Années 90 de L’économie Algérienne, Les limites des Politiques conjoncturelles, ENAG-Edition, Alger, 1999, pp(165-169) .
(17) أنظر المادة 04 من المرسوم التنفيذي رقم 94-319 المؤرخ بـ 17/10/1994 المتضمن صلاحيات وسير وكالة ترقية الاستثمارات دعمها ومتابعتها، الجريدة الرسمية العدد 67 بتاريخ 19/10/1994.
(18) أنظر المادة 07 من الأمر رقم 01-03 المتعلق بتطوير الاستثمار المؤرخ في 20/08/2001 الصادر بالجريدة الرسمية العدد 47 المؤرخة بـ 22/08/2001
(19) أنظر المادة 11 من الأمر رقم 01-03 المؤرخ في 20/08/2001 المتضمن تطوير الاستثمار, نفس المرجع السابق.
(20) أنظر المادة 14 و16 من نفس الأمر (01-03).
(21) أنظر المادة 19 من نفس الأمر (01-03).
(22) Voir l'article (01 et 04) du décret exécutif N° 01-281du 24/09/2001, relatif a la composition et au fonctionnement du conseil national de l'investissement, JORA N°55 du 26/09/2001.
(23) Voir l'article N°5. même décret (01-281).
(24) Voir le décret exécutif N°01-282 du 24/09/2001, portant attribution, organisation et fonctionnement de l'ANDI, JORA N°55 du 26/09/2001,modifie et complété par le décret N°02-314 du 14/10/2002, JORA N°68 du 16/10/2002.
(25) تنص المادة 23 من الأمر رقم 01-03 على " ينشأ شباك وحيد ضمن الوكالة يضم الإدارات والهيئات المعنية بالاستثمار, يؤهل الشباك الوحيد قانونا لتوفير الخدمات الإدارية الضرورية لتحقيق الاستثمارات", أما المادة 24 فنصت على " ينشأ الشباك الوحيد على مستوى الهيكل اللامركزي للوكالة".
(26) Voir l'article N°6 du décret exécutif N°01-282, op.cit.
(27) Voir l'article N°01 du décret exécutif N°02-314 du 14/10/2002 Modifiant et complétant le décret N°01-282.
(28) Voir l'article N°02 du décret exécutif N° 02-314, op.cit.
(29) Voir l'article N 23 et 25 du décret exécutif N°01-282,op.cit.
30)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] euro- méditerranéen des agences de promotion des investissements
(consulté le 18/04/2005).(الشبكة الأورو- متوسطية لوكالات إنعاش الاستثمارات).
31) Ibid.
مجلة علوم انسانية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] السنة الرابعة: العدد 29: تموز (يوليو) 2006 - 4th Year: Issue 29, Jul: