مـرض الجمـرة الخبيــثــة
أو مـرض الحمــــــي الفحمـية
أو مـرض فـرازي الصـــــــوف
ANTHRAX
مرض الجمرة الخبيثة من الأمراض التي أصابت قدماء المصريين منذ عصر سيدنا
موسى عليه السلام (1250ق . م) وقد توالي ظهوره حتى تم الكشف عنه لأول مرة
في الإنسان عام 1752 بواسطة العالم مارت وتلاه العالم كابرت عام 1780 في
الحيوان . وهو من أهم الأمراض التي تستخدم في ما يسمي الحرب البيولوجية
نظرا لقدرته السريعة علي الانتشار ويؤدي إلى حدوث وباء في خلال فترة وجيزة
. ويعتبر مصل باستير الجمرة الخبيثة هو أحد الأمصال التي أثبتت فاعليتها
منذ اكثر من خمسون عام .
والجمرة الخبيثة هي أحد الأمراض البكتيرية التي تنتقل نم الحيوان إلي
الإنسان عن طريق الاحتكاك المباشر وغير المباشر بالحيوانات المصابة أو
منتجاتها ، أو عن طريق استنشاق حويصلاته الجرثومية خلال الجهاز التنفسي ،
ونادرا ما يحدث عن طريق آكل اللحوم المصابة بالعدوة ( إلا إذا حدث انتشار
للمرض بصورة وبائية ) .
التعريف بالمرض :-
الجمرة الخبيثة هو مرض بكتيري يكون شديد الحدة أو حاد أو شبه حاد أو مزمن
يصيب عادة الحيوانات آكلات العشب مثل الأبقار والماعز والأغنام والجمال
وقد يصيب بعض الحيوانات الأخرى مثل الخنازير ، هذا بالإضافة إلي تعرض
الإنسان للإصابة بهذا المرض .
مسبب المرض :-
عبارة عن بكتيريا Bacillus anthracis وهي بكتيريا موجبة بصبغة جرام .
ويوجد الميكروب في جسم كل من الحيوان والإنسان المصاب ولكن عند تعرضه
للظروف الجوية يتجرثم . هذه الجرثومة لها القدرة علي مقاومة كل العوامل
الطبيعية والكيميائية . وتوجد في كل مكان بالعالم وخاصة في الأرض أو
التربة الزراعية وتعيش لسنوات عديدة ( قد تصل إلي اكثر من عشرون عاما )
ولذلك البيئة الملوثة بهذه الجرثومة المتحوصلة تكون مصدرا خطيرا لانتقال
العدوى بالطرق المباشرة وغير المباشرة لفترات طويلة .
مصدر العدوى للإنسان :-
• • الإفرازات والسوائل التي تخرج من الحيوان المريض مثل اللعاب والبول
والبراز وكذلك الدم الذي يخرج من كل الفتحات الطبيعية للحيوان النافق .
• • أنسجة وأعضاء الحيوان المصاب بعد الذبح .
• • منتجات الحيوانات المختلفة مثل الجلود والصوف والشعر .
• • التربة الملوثة من أهم مصادر العدوى للإنسان نظرا لتجرثم البكتيريا بها لفترات طويلة جدا .
• • مصادر المياه الملوثة من إلقاء الحيوانات النافقة بها .
• • الخضراوات نتيجة لتلوث التربة الزراعية ولاستخدام المسمدات الطبيعية بدون معالجة .
• • الأدوات والأواني الملوثة بالجرثومة مثل أدوات الذبح التي تستخدم في
المجازر والمركبات التي تستخدم في نقل الحيوانات أو الذبائح من مكان إلي
آخر.
طرق العدوى :-
- الاحتكاك بالحيوان المصاب سواء كان احتكاكاً مباشراً بالإفرازات و
السوائل الملوثة التي تخرج من الحيوانات المريضة أو النافقة وكذلك
الاحتكاك المباشر بأنسجة وأعضاء الحيوانات المصابة أثناء الذبح أو
المنتجات الحيوانية كالشعر والصوف والجلد ، أو عن طريق الاحتكاك غير
المباشر بالأدوات والأواني التي تستعمل أثناء ذبح الحيوانات أو في المعامل
أو أثناء تحضير الطعام في المنازل أو المعامل وكذلك إذا كان بالإنسان جرح
أو خدش حتى ولو كان سطحيا .
- - عن طريق استنشاق الجرثومة المتعلقة بالهواء .
- - عن طريق تناول لحوم وأعضاء الحيوانات المصابة أ, تناول خضراوات ملوثة بهذه الجرثومة .
أعراض المرض في الحيوان :-
- - قد تحدث الوفاة بصورة فجائية ودون ظهور أعراض أو ظهور بعض الأعراض مثل
ارتفاع درجة حرارة الجسم ثم تهيج ويعقبه هبوط ثم غيبوبة . والأعراض العامة
للتسمم الدموي الجرثومي نزف دموي من المنخارين والشرج وتحلل سريع وتورم .
ويكون الدم المنزوف سائلا لا يتجلط ولونه قاتم . ويحدث نزف تحت الجلد
ويتضخم الطحال عادة ( الحمى الفحمية ) .
أعراض المرض في الإنسان :- مدة حضانة المرض تتراوح ما بين 2 إلي 5 أيام
1- إصابات الجلد ( الجمرة الخبيثة ) :-
تكثر الإصابة بهذا النوع بين المزارعين والقصابين والأطباء البيطريين
وسيدات المنازل الطباخين عند إعداد الطعام وقد ينتج من استخدام فرش حلاقة
ملوثة ومصنوعة من شعر حيوان مصاب .
ولابد من ظهور بثرة صغيرة في غضون 2- 3 أيام ويؤدى إلي التهاب وتصبح جافة
وسوداء في المنتصف ومحاطة بمنطقة ملتهبة أو محمرة من الجلد . وتكبر هذه
البقعة وترتفع سريعا ويتكدر السائل بداخله ويصبح لونه أحمر داكن . في خلال
2-5 أيام تتقرح هذه الحويصلة وتصبح سوداء اللون وإذا لم تعالج فإن العدوى
تنتقل من الجهاز الليمفاوي في الجسم و منها إلي الدم وتتسبب في حدوث تسمم
دموي . وإذا لم تعالج الجمرة الخبيثة فإن نسبة الوفيات قد تصل من 5- 20 % .
2- 2- إصابات الجهاز التنفسي ( مرض فرازي الصوف ) أو الجمرة الرئوية : -
وتظهر هذه الصورة من المرض عند استنشاق هواء ملوث ببذيرات المرض (
الجرثومة ) ويكثر بين عمال الزراعة والعاملون في تجميع السماد الطبيعي
وكذلك عمال تنظيف الصوف وعمال المجازر ويؤدي إلي التهاب في القناة
التنفسية العليا تليها أعراض تنفسية حادة ( ألم بالصدر وكحة مدممة وبصاق )
مع ارتفاع في درجة الحرارة وغالبا ما تنتهي بالوفاة .
3- 3- جمرة المعدة والأمعاء :-
هذه الصورة نادرة الحدوث ولكن عند حدوثها تكون عنيفة وتؤدي إلي ارتفاع
نسبة الوفيات التي قد تصل إلي 75% من الحالات . وهذه الإصابة تنتج عند
تناول لحوم الحيوانات المصابة بهذا المرض عند حدوث وباء شديد في عدة مناطق
مختلفة وأيضا تظهر الأعراض بصورة عنيفة مثل الاضطرابات الحادة بالمعدة
تليها ارتفاع في درجة الحرارة ثم قيئ وبراز مدمم وتنتهي بالوفاة .
وقد ينتقل المرض من إنسان مصاب إلي آخر سليم إما عن طريق الاحتكاك
بالسوائل الناتجة عن الإصابة الجلدية لإنسان مصاب أ, من خلال الرزاز و
البصاق الناتج من أشخاص مصابة بالجمرة الرئوية .
كيفية الوقاية من المرض :-
• • لابد من التوعية الصحية للعامة من خلال أجهزة الإعلام المختلفة سواء
المسموعة أو المرئية أو المقروءة عن خطورة هذا المرض وكيفية انتقاله وطرق
الوقاية منه .
• • تحصين الحيوانات في المناطق الموبؤة باستخدام مصل باستير .
• • لابد من إبلاغ الهيئات الصحية المسئولة عند حدوث إصابات بهذا المرض
بين الحيوانات وسرعة الكشف عن الحيوانات المصابة والتخلص منها صحيا (
ويفضل الحرق ) . وكذلك تحصين الحيوانات السالبة سواء داخل المناطق
الموبوءة أو خارجها .
• • لابد من إتباع الطرق الصحية السليمة عند التعامل مع منتجات الحيوانات
المختلفة ( مثل الصوف والشعر والجلد ) لتجنب الإصابة بالمرض .
• • فحص الحيوانات جيدا قبل وبعد الذبح حتى لا تتسرب اللحوم المصابة ويتناولها العامة .
• • الطهي الجيد للحوم قبل تناولها .
• • التحكم في عمليات استيراد منتجات الحيوان مثل الجلود وخلافة وإعادة
تعقيمها محليا لمنع دخول المرض إلي البلاد من الأماكن المصابة .
مقاومة ومكافحة المرض بين الآدميين :-
1- 1- الكشف السريع عن المرض بين الآدميين .
2- 2- سرعة علاج الحالات المصابة وقد وجد أن عقار البنسلين من المضادات الحيوية الفعالة القادرة علي قتل الميكروب .
3- 3- فحص جميع المخالطين للمرضى المصابين .
4- 4- التعقيم الجيد لكل الأدوات المستخدمة والمتعلقة بالمرضى المصابين وخصوصا في حالة إصابة الجهاز الهضمي .
5- 5- يفضل تحصين الأفراد دائمي التعرض بالإصابة مثل القصابين وعمال مصانع
الصوف والأطباء البيطريين وعمال الزراعة في المناطق الموبؤة باستخدام مصل
Call Free Vaccine وهذا المصل قد أثبت فاعليته في الوقاية من كل إصابات
الجلد والجهاز التنفسي .