في خريف عام 1944, اكتشف هتلر ان روميل كان يتأمر ضده,
فأرسل له جنرالين يخيرانه اما الانتحار وضمان سلامة اسرته
في المقابل, او المحاكمة الصارمة واعلان الخيانة العظمى, فاختار
الجنرال ان يتجرع السم وان يضمن سلامة اسرته
في 14 اكتوبر من نفس العام
حسام والشهادة نجل القائد د. محمود الزهار
حسام والشهادة
(قصة مهداة إلى روح الشهيد البطل حسام محمود الزهار )
بقلم :جاسم محمد صالح
الأرض الواسعة التي تمتد إمام عينيه .. هي أرضه .. هي وطنه .. لكن اغتصبها منه الصهاينة المعتدين .. إنه الآن يريد أن يقدم أي شيئا لأرضه أي شيء مهما كان غالياً , ولكنه لا يريد أن يسبق الأمور , وبعد تفكير كثير توصل إلى حقيقة هي أن الأرض التي سرقها الصهاينة المعتدين لا تعود إليهم إلا بالقوة .. فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ..
ذهب حسام إلى أبيه مسرعاً وقال له :
- يا أبتي … أريد أن احمل السلاح .
ابتسم الأب ولم يستغرب فهذا ولده الذي رباه على حب الجهاد وحب وطنه منذ صغره .. قال له:- أنت حر فيما تريد يا ولدي … فالوطن وطننا كلنا
اقترب حسام الزهار من أبيه وعانقه وكانت دموع الفرح تنهمر من عينيه , ثم ودعه وذهب.
حمل الأب سلاحه وذهب , فهناك أكثر من واجب في انتظاره… وكان ينظر إلى ابنه نظرة وداع , وكأنه كان يتوقع أن يحدث شيء لولده , فالمجرمون الصهاينة يتغلغلون بأسلحتهم الثقيلة إلى وسط قطاع غزة … يريدون أن يقتلوا كل أطفالها بل كل من يجدونه أمامهم ..
انهمر الرصاص فوق الرؤوس مثل المطر , كانت البندقية التي يحملها حسام الزهار هي الأخرى ترد على المعتدين الصهاينة ورصاصها يلعلع .
لم يخف حسام الزهار, فالوطن عنده أغلى من كل شيء ,
وطيلة الوقت كانت الآيات القرآنية تتردد على شفتيه .. كانت تزيده قوة وعزما على مواجهة المحتل الصهيوني الغاصب .. وفجأة أظلمت الدنيا في عينيه , بعد ان وجهت إليه إحدى الطائرات الصهيونية سلاحها .
كان حسام الزهار ينظر إلى الدماء الغزيرة التي تسيل من جسده الطاهر وهو يمسك بسلاحه بقوة وإصرار وهو يتلفظ الشهادتين ولسانه يقول :
- نموت كلنا … وتحيا فلسطين … حرة إسلامية .
ثم سكت وما عادت له قدرة على الكلام .. أصدقائه الذين كانوا قريبين منه نظروا إلى وجهه فوجد النور يشع منه .. مبتسماً بالجنة المقبل عليها وهو يردد :- لا تنسوا فلسطين… إنها أمانة في أعناقكم .
وصعد حسام الزهار إلى السماء وما عاد يرى … لكنه ترك وراءه ضوء ابيض , أما صوته فقد بقي يتردد في المكان… لقد نال حسام الزهار الشهادة وأصبح من الشهداء ..أما اللعنة الأبدية فقد بقيت تطارد المجرمين القتلة اليهود الصهاينة الذين يتلذذون بقتل العرب