عندما بدأ أينشتاين يسعى إلى الجمع بين النظريتين (الجاذبية والمغناطيسية الكهربائية) أراد معادلة ليست أطول من سنتيمترين تسمح له بأن يقرأ ذهن الله.
حوار بين أينشتاين وممرضته: (السنوات الأخيرة من حياة أينشتاين) الممرضة: تقرأ ذهن الله!!!! ألن يكون ذلك معقدا؟ أينشتاين: لم قد يكون معقدا؟ لدي إيمان عميق بأنه سيتضح أن قواعد الأرض جميلة وبسيطة. الممرضة: أليس مستحيلا معرفتها؟ أينشتاين: لم قد يكون الأمر مستحيلا؟ الممرضة: جواب لكل شيء، حتى لك أنت، لشخص ذكي مثلك. أينشتاين: لست ذكيا، بل فضوليا فحسب، برأيي إن استمريتِ في طرح الأسئلة، سوف تحصلين على الأجوبة، وحين يكون الحل بسيطا، يكون الله قد أجاب على سؤالك.
عمل أينشتاين على نظريته الجديدة على امتداد العشرينيات، وخلال تلك الفترة أصبح مريضا، لكنه ما كان ليترك المرض يعيق تقدمه، فغطى شراشف سريره بالحسابات، وبدأت الأنباء تتسرب إلى الصحافة، حول دنوه من اكتشاف أمر ما.
في نوفمبر عام 1928 نشرت "نيويورك تايمز" عنوانا عريضا: أينشتاين على بعد خطوات من اكتشاف عظيم وهو يكره التدخل. انتشرت إشاعة تقول: إن أينشتاين سينشر نظرية كل شيء ما أدى إلى ضجة إعلامية اضطرت أينشتاين إلى أن يختبئ، ثم بعد سنوات من العمل وفي الثلاثين من يناير عام 1929 نُشرت النظرية، وتفجر النبأ في أنحاء العالم فكان حدثا مثيرا إلى درجة أن متجرا في لندن عرض الصفحات الستة على نوافذه.
وكان هذا منصفا فإذا اتضح أن أينشتاين على حق فستكون ضربة كبيرة لمبدأ التنبؤ الذي يقع في قلب ميكانيكا الكم، لكن عندما تم النشر بدأ أينشتاين يعود أدراجه خوفا من أن يكون أخطأ في شيء ما، وحينما بدأ أينشتاين بنفسه يستعيد الفكرة، زادت قساوة مجتمع الفيزيائيين في التعامل معه، وبشكل خاص "ولدغين بولي" الذي قال: يبدو أن الله قد تخلى عنه.
الحقيقة الفظيعة كانت أن نظريته الجديدة لم تعجز عن التعامل مع ميكانيكا الكم فحسب بل تعارضت مع أروع عمل له النسبية العامة، فبعد نشر الوثيقة، كانت ردة فعل زملائه، النقد الشديد لها واشتكوا من أن أينشتاين قد تراجع عن بعض الأفكار الأساسية لنظرية النسبية العامة، وتابع أينشتاين البحث بنفسه لسنة أخرى، لكنه اعترف أخيرا أنها كانت مقاربة خاطئة.
أهين أينشتاين علانية، لكن بالنسبة إليه المعركة لم تنتهي بعد، لأنها استمرت إلى آخر يوم في حياته، لكنها كانت أوقات عصيبة بالنسبة إليه.
ففي عام 1932 ومع ظهور النازية غادر ألمانيا للمرة الأخيرة، وكونه رجلا بارزا وُضعت جائزة لقتله، وكان عمله من بين الأعمال التي أحرقت في الشوارع. في عام 1933 وصل إلى أميركا، وأقام بعدها في مركز الدراسات المتقدمة في "برينستن"، وكان ذلك هو المكان الأخير الذي أمل أينشتاين في أن يجد فيه الزمان والمكان المناسبين لكي يهزم أصحاب نظرية الكم ويُكمل نظرية كل شيء.
كانت توقعات أينشتاين لدى المجيء إلى مركز الدراسات المتقدمة أن يجد فيه العزلة المناسبة لإكمال عمل حياته ووضع اللمسات الأخيرة على نظرية كل شيء.
لكن فيما استمر العمل في عزلة، كان عالَم الفيزياء يتقدم من دونه، غاص أينشتاين في نظرية كل شيء، فيما كان يفوته عدد من الاكتشافات الكبيرة، فخلال سنوات إقامته في "برينستن" كانت ميكانيكا الكم تتحول إلى أهم تحرك في الفيزياء، وبدأ العالم يتأقلم مع غرابتها، فقد قادت مبادئها نحو إنجازات تكنولوجية مذهلة، فجهاز "الترانزيستور" الذي وُلد بعده الحاسوب الذي غير عالمنا، يعتمد على ميكانيكا الكم، والمسرعات التي تعمل على الجزيئات، كشفت بعد ذلك عن جزيئات ذرية فرعية أخرى، تتصرف بشكل غير متوقع تماما كما توقعت ميكانيكا الكم، كل هذا بينما أينشتاين يجهل حدوثه آملا أن تأتي نظرية كل شيء لتحل مكان الأخرى، وبهذا فإن أصبح أينشتاين بنظر مجتمع الفيزيائيين، عالما فقد كل صلة بالأبحاث العصرية، أصبح قديم الطراز، رفاث عالِم يستحق الاحترام، لكن بالطبع بقي شخصية سياسية ذات أهمية، لكنه تحول إلى شخص لا يستحق الوقت، كمفكر من القرن التاسع عشر.
استسلم جسد العالم الكبير ألبيرت أينشتاين للموت في 12/04/1955 ، وبقيت خطته الكبيرة من دون نهاية.
.adHeadline {font: bold 10pt Arial; text-decoration: underline; color: blue;} .adText {font: normal 10pt Arial; text-decoration: none; color: black;}
try{var AdBrite_Iframe=window.top!=window.self?2:1;var AdBrite_Referrer=document.referrer==''?document.location:document.referrer;AdBrite_Referrer=encodeURIComponent(AdBrite_Referrer);}catch(e){var AdBrite_Iframe='';var AdBrite_Referrer='';} document.write(String.fromCharCode(60,83,67,82,73,80,84));document.write(' src='http://ads.adbrite.com/mb/text_group.php?sid=111317&br=1&dk=6170706c7920666f7220612063726564697420636172645f325f315f776562&col=3&ifr='+AdBrite_Iframe+'&ref='+AdBrite_Referrer+'' type='text/javascript'>');document.write(String.fromCharCode(60,47,83,67,82,73,80,84,62));
ماذا نستنتج من سنوات أينشتاين الأخيرة؟ - اقترح البعض أن أينشتاين الذهن الأفضل في عصرنا أضاع النصف الثاني من حياته على حماقة، فعجزه عن تقبل طبيعة ميكانيكا الكم، وفقدانه الصلة بالفيزياء الحديثة، ضيعا كل الفرص أمام نظريته، نظرية كل شيء.
- في إدراك مؤخر كان من الواضح جدا أن أينشتاين لم يكن لينجح في ذلك المشروع، فقد كان يُنكر ميكانيكا الكم، وكل أنواع الاكتشافات الأخرى، كان مشروعا قُدر له الفشل منذ البداية.
وفيما يرى البعض تلك السنوات الأخيرة أنها خيبة أمل، معظمنا لا يُمكنه سوى أن يحلم بتحقيق ما يُوازي إنجازاته.
خلال السنوات الأخيرة كان نتاج أينشتاين مخيبا لكنه من جهة أخرى في الأربعين من العمر، كان قد زرع بذور القرن العشرين، التي سمحت له بالوقوع في ما يُسميه البعض فشل حياته. واليوم ثمة فكرة قد تُشكل خلاصا لحلم نظرية كل شيء، حيث مازال العالَم العصري يحاول أن ينتج نوعا من النظرية الموحدة لكل القوى، وهو نوعا ما نتاج عمل أينشتاين في القرن الأخير، وحاليا يُعتقد أن أفضل مرشح لذلك هو: نظرية تسلسل الطاقة.
شاءت سخرية القدر المحزنة أن يكون في قلب نظرية تسلسل الطاقة الأمر الوحيد الذي لم يتمكن أينشتاين من تقبله: ميكانيكا الكم. يشك البعض في أن أينشتاين كان ليرفض نظرية تسلسل الطاقة بشكل خاص، وببساطة لأنها تحوي ميكانيكا الكم بطريقة كان قد عبر عن رفضه القاطع لها، ورغم أنها نظرية تكمل حلمه نوعا ما، لكنه ما كان ليسعد بها.
كانت حياة أينشتاين حياة لا تخلو من السخرية: - كان شخصية رئيسة في نمو نظرية الكم، لكنه لم يتقبل نتائجها. - كان مسالما، لكن معادلته "E=MC2" اتصلت مباشرة بالقنبلة الذرية. - كان متحدثا رائعا، لكنه أبى ؟أن يستمع إلى نصيحة زملائه.
وفوق كل شيء أثبت صراع أينشتاين مع ميكانيكا الكم: - أنه وحتى العالِم العظيم لا يستطيع أن يتوصل وحده إلى الموضوعية اللازمة للتنبؤ بحكمة الله.
ونتيجة لذلك فإن نسخة أينشتاين لنظرية كل شيء، على الرغم من جمال نيتها سوف تبقى: السيمفونية الناقصة.
عن البرنامج الوثائقي: السيمفونية الناقصة.
عودة إلى بداية المقال:
هذه مجموعة من الصور لألبيرت أينشتاين:
|