منتدى فرجيوة نت
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية 1011
منتدى فرجيوة نت
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية 1011
منتدى فرجيوة نت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى فرجيوة نت

منتدى تعليمي متنوع
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولمركز تحميل
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
مركز تحميل المنتدى
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية UAk02148

~¤¢§{( أنت الزائر رقم )}§¢¤~


المواضيع الأخيرة
» برنامج تصميم جداول الحصص المدرسية للاساتذة كل حسب مادته مطلوب بكثرة
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية I_icon_minitimeالجمعة 1 أكتوبر 2021 - 20:31 من طرف كريم ياسين

» كتاب مميز في تمارين ( اللغة والرياضيات و الفرنسية 5) ابتدائي
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية I_icon_minitimeالخميس 11 مارس 2021 - 19:12 من طرف مصطفى معلم

» 15 امتحانا في اللغة العربية
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية I_icon_minitimeالجمعة 26 فبراير 2021 - 22:20 من طرف مصطفى معلم

» برنامج تسيير مستشارية التربية
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية I_icon_minitimeالأربعاء 6 يناير 2021 - 20:51 من طرف عمارلقرع

» أفضل برنامج تسيير ( متوسطة ) برنامج رائع و متميز
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية I_icon_minitimeالأربعاء 6 يناير 2021 - 20:43 من طرف عمارلقرع

» لعبة سيارات رائعة
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية I_icon_minitimeالإثنين 13 أبريل 2020 - 2:43 من طرف samia84

» برنامج استعمال الزمن للمتوسط و الثانوي مجاني
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية I_icon_minitimeالأربعاء 1 أبريل 2020 - 9:31 من طرف zine12

» برنامج مستشاارية التربية مهم لكل ادارة مدرسية
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية I_icon_minitimeالجمعة 6 مارس 2020 - 0:05 من طرف الزعيم

» برنامج حساب الساعات الضائعة للأستاذ
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية I_icon_minitimeالسبت 22 فبراير 2020 - 20:44 من طرف الزعيم

» جميع فروض الفصل الاول و الثاني مع الحلول السنة الثانية ثانوي علوم تجريبية
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية I_icon_minitimeالثلاثاء 26 نوفمبر 2019 - 16:59 من طرف باي

» ملفات التوثيق الاداري...( الأمانة و مستشار التربية)
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية I_icon_minitimeالسبت 23 نوفمبر 2019 - 21:49 من طرف samia84

» حمل اسطوانة روضة الحروف والكلمات لتعليم الاطفال الحروف الهجائية العربية قرائتها وكتابتها برابط واحد مباشر
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية I_icon_minitimeالإثنين 14 أكتوبر 2019 - 16:37 من طرف ياسر جود

» أكثر من 400 مسألة و تمرين محلول بالتفصيل حلول لجميع تمارين الكتاب المدرسي حلول مفصلة لتمارين نموذجية حول الإختبارات لمختلف الثانويات الكتاب نادر جداً و أنصج الجميع بتحميله في انتظار إنجاز و رفع باقي النسخ تباعاً..إن شاء الله ... هذا الموضوع حصري ... من إ
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية I_icon_minitimeالسبت 5 أكتوبر 2019 - 21:36 من طرف krimo vitch

» حل تمارين الكتاب المدرسي رياضيات سنة اولى ثانوي من دليل الاستاذ
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية I_icon_minitimeالسبت 5 أكتوبر 2019 - 21:15 من طرف krimo vitch

» التوقيت الأسبوعي لكل المستويات بنمط جديد
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية I_icon_minitimeالأحد 23 يونيو 2019 - 20:27 من طرف cem_bellil

» اختبار الثلاثي الثاني في مادة اللغة العربية
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية I_icon_minitimeالسبت 2 مارس 2019 - 19:55 من طرف محمد الصالح الجزائري

» إليكم اختبارات السنة الثانية متوسط الفصل الثاني
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية I_icon_minitimeالسبت 2 مارس 2019 - 19:51 من طرف محمد الصالح الجزائري

» جميع فروض للفصل الاول والثاني مع الحلول للسنة الاولى ثانوي جذع مشترك علوم وتكنولوجيا
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية I_icon_minitimeالسبت 2 مارس 2019 - 8:45 من طرف عبد اللطيف

» الفروض الخاصة بالدراسة بالمراسلة الموسم الدراسي 2009-2010 السنة الأولى ثانوي للجذعين المشتركين
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية I_icon_minitimeالإثنين 24 ديسمبر 2018 - 21:47 من طرف محمد الصالح الجزائري

» اختبارات و فروض الفصل الثالث في اللغة العربية اولى ثانوي جميع الشعب
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية I_icon_minitimeالإثنين 24 ديسمبر 2018 - 21:42 من طرف محمد الصالح الجزائري

دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
الزعيم
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Vote_rcapالخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Voting_barالخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Vote_lcap 
سفيرالسلام
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Vote_rcapالخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Voting_barالخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Vote_lcap 
قطرالندى
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Vote_rcapالخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Voting_barالخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Vote_lcap 
salama
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Vote_rcapالخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Voting_barالخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Vote_lcap 
المتميزة
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Vote_rcapالخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Voting_barالخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Vote_lcap 
تسنيم
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Vote_rcapالخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Voting_barالخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Vote_lcap 
انشتاين
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Vote_rcapالخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Voting_barالخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Vote_lcap 
hogo
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Vote_rcapالخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Voting_barالخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Vote_lcap 
الامل القادم
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Vote_rcapالخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Voting_barالخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Vote_lcap 
جهان
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Vote_rcapالخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Voting_barالخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Vote_lcap 
المواضيع الأكثر نشاطاً
جميع فروض للفصل الاول والثاني مع الحلول للسنة الاولى ثانوي جذع مشترك علوم وتكنولوجيا
مذكرات مادة علوم الطبيعة و الحياة سنة ثانية ثانوي شعبة اداب و فلسفة
حلول تمارين كتاب الرياضيات للسنة 1 ثانوي جذع مشترك علوم وتكنولوجيا
جميع فروض الفصل الاول و الثاني مع الحلول السنة الثانية ثانوي علوم تجريبية
مجموعة إختبارات و فروض مع الحلول في جميع المواد السنة الثالثة متوسط
جميع فروض الفصل الاول و الثاني مع الحلول السنة الثانية ثانوي آداب فلسفة
مذكرات ودروس في مادة علوم طبيعية ( ثانية أداب وفلسفة ) المجال الثاني
فروض واختبارات للسنة الثانية
جميع فروض للفصل الاول والثاني مع الحلول في جميع المواد السنة 3م
حل تمارين الكتاب المدرسي رياضيات سنة اولى ثانوي من دليل الاستاذ
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 46 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 46 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 986 بتاريخ السبت 1 مارس 2014 - 18:59
تصفح اهم الجرائداليومية
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Chork10الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Khab10الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Nahar10
- مباشر - زوار الموقع عبر العالم

 

 الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جهان
عضو متميز
عضو متميز
جهان


رقم العضوية : 11
المزاج : الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Pi-ca-10
المهنة : الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Studen10
الجنس : الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Femal10
عدد المساهمات : 135
نقاط : 429
تاريخ التسجيل : 16/06/2009
العمر : 34
كيف تعرفت إلينا : الهوتميل
إحترام القوانين : الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Jpg116

الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية Empty
مُساهمةموضوع: الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية   الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية I_icon_minitimeالسبت 10 أبريل 2010 - 16:10

. حــــــــسن عالي

الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية

دعاة التشدد و الغلو يستثيرون عواطف العامة .
ينبغي إنتاج خطاب يساعد على الانفتاح و الحوار الودي مع الآخر .
الأمة أشد حاجة اليوم إلى ثقافة العلاقة الإيجابية مع الآخر الداخلي .
إن خطر توجهات الغلو كبير على مستقبل الإسلام و الأمة .
هناك خطباء متمرسون في إذكاء الخلافات الطائفية ، و محترفون لإثارة الكراهية و البغضاء بين أبناء الأمة .
كان التحدِّي الأكبر أمام الخطاب الإسلامي في حقب ماضية هو مواجهة التيارات المناوئة للإسلام .
ففي بدايات القرن التاسع عشر الميلادي أدرك دعاة الإسلام خطر حملات التبشير التنصيري التي واكبت الاحتلال الأوروبي للبلاد الإسلامية ، و كان إلى جانبها نشاط استشراقي مكثف يهدف إلى تشكيك المسلمين في دينهم ، و إثارة الشبهات حول القرآن الكريم ، و سيرة النبي ، و المفاهيم و التشريعات الإسلامية ، طفحت به كتب كثير من المستشرقين و دراساتهم .
فانبرى المخلصون الواعون من علماء الأمة بألسنتهم و أقلامهم و أرواحهم لردّ هذه الهجمات العاتية ، و بذلوا قصارى جهدهم للوقوف أمام تلك الموجات العارمة ، رغم محدودية إمكاناتهم قياساً بقدرات الغزاة الذين يستندون إلى ميزانيات ضخمة ، و هيمنة عسكرية سياسية ، و مراكز أبحاث و تخطيط .
و في العقود الأولى من القرن العشرين للميلاد ، كانت هناك معركة أخرى تنتظر دعاة الإسلام ، هي أشد شراسة من حملات التنصير و شبهات الاستشراق ، و هي مواجهة المدّ الشيوعي و التيارات العلمانية المناوئة للدين . ذلك أن معظم التيارات العلمانية التي ظهرت في البلاد الإسلامية ، أخذت منحى المحاربة و المناوأة للدين ، بخلاف معظم تيارات العلمانية في الغرب التي التزمت الحياد تجاه الدين .
الخطاب الإسلامي يواجه تحديات هي الأخطر على مستقبل الإسلام و الأمة
فقد استثمرت هذه التيارات المناوئة أرضية السخط و الرفض للواقع السيئ المتخلف لدى جماهير الأمة ، و تبنت شعارات الثورة و النهوض ، داعية إلى التنكر للدين و التخلص منه ، لأنه يتحمل مسؤولية تخلف الأمة و انحطاطها . و تمكنت هذه التيارات من استقطاب شرائح من أبناء الأمة ، و وصلت إلى مواقع السلطة و الحكم في عدد من البلدان العربية و الإسلامية ، عبر الانقلابات العسكرية ، و التنظيمات الحزبية .
فكانت المعركة عنيفة قاسية في بعديها الفكري و السياسي ، حيث عانى دعاة الإسلام من قمع الأنظمة التي انبثقت من هذه التيارات المناوئة .
و ما كاد ينتهي القرن العشرون حتى انحسر مدّ تلك التيارات ، و ظهرت طلائع الصحوة الإسلامية ، و ارتفعت رايات الإسلام في كل مكان ، إذ استعادت جماهير الأمة ثقتها بدينها ، بعد أن وجدت تلك التيارات ﴿ ... كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ ... ﴾ [1> ، و هكذا بدأ عصر الإسلام من جديد .
و هناك تحديات خارجية لا تزال قائمة أمام الخطاب الإسلامي ، و في طليعتها الحرب الإعلامية الثقافية الطاحنة على الإسلام ، بوصفه دين إرهاب و عنف ، التي تجاوزت كل أعراف و تقاليد العلاقات بين الأديان و الحضارات و الأمم ، كما تمثل ذلك في الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد ( صلى الله عليه و آله) ، التي نشرتها صحيفة دنماركية ثم أعادت نشرها هذا العام عدد من الصحف في الدول الأوروبية ، في تحدٍّ سافر لمشاعر المسلمين ، و إساءة صارخة لدينهم و هويتهم .
لكن مثل هذه التحديات الخارجية ليست على درجة كبيرة من الخطورة تستلزم وضعها على رأس التحديات و أولويات المهام أمام الخطاب الإسلامي .
إنني اعتقد أن الخطاب الإسلامي يواجه الآن تحديات داخلية هي الأهم و الأخطر على مستقبل الإسلام و الأمة . فلا بد من الاستجابة لها و الارتقاء إلى مستوى مواجهتها .
و لعل من أبرز وجوه هذه التحديات ما يلي :
أولاً : إنتاج ثقافة التنمية و البناء :
فقد برع الخطاب الإسلامي في تعبئة جماهير الأمة ضد الأعداء ، و ضد واقع الفساد و الانحراف ، و تلك مهمة هدم و تقويض .
و لكن ما البديل الذي يجب أن تتجه الأمة لبنائه على الصعيد السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي ، و بناء المعرفة و تنمية الأخلاق ؟ و كيف يقود الإسلام معركة التنمية و البناء ؟
هذا ما يحتاج إلى إجابة معمقة تتضمن برامج عمل ، و آليات تنفيذ ، و ثقافة حركة و إدارة .
ثانياً : العلاقة الإيجابية مع الآخر :
المصالح في عالم اليوم متشابكة ، و الصراع والنزاع ليس هدفاً و لا استراتيجية دائمة ، و إنما هو ضرورة بمقدار مواجهة العدوان . كما أن الإسلام رسالة خير و رحمة للبشرية جمعاء .
من هذا المنطلق لا بد من إنتاج خطاب يساعد على الانفتاح و الحوار مع الآخر ، و لابد من نشر ثقافة دافعة لصنع العلاقات الإيجابية مع الغير ، و لتجاوز آثار مراحل الصراع و النزاع .
دعاة الإسلام عانوا من قمع الأنظمة التي انبثقت من التيارات المناوئة .
صحيح أن هناك اعتداءات لا تزال قائمة ضد الإسلام و الأمة ، لكن المطلوب حصر المواجهة و الصراع مع الجهات المباشرة للعدوان دون استعداء للعالم كله ، و تعميم الصراع على مستوى الأديان و الحضارات .
و الأشد إلحاحاً حاجة الأمة إلى ثقافة العلاقة الإيجابية مع الآخر الداخلي ، حيث لا نزال نعيش آثار الصراعات القديمة التي حصلت بين الأسلاف في القرون الأولى لتاريخ الأمة ، و التي تتفجر اليوم على شكل فتن و نزاعات طائفية . كما لا يزال التنوع القومي و القبلي عائقاً أمام الوحدة الوطنية ، و الاستقرار السياسي ، في عدد من البلدان العربية و الإسلامية .
ثالثاً : ترشيد التوجهات و الممارسات الدينية :
فالإقبال على الدين ، و ارتفاع المعنويات في أوساط المتدينين ، قد يدفع باتجاه الغلو و المبالغة في التوجهات و الممارسات الدينية ، خاصة و أن في تراث الأمة بمختلف مذاهبها ما يغذي مثل هذه الاتجاهات .
كما أن بعض القوى الدينية التقليدية التي لا تمتلك مشاريع للتنمية و النهوض ، قد تسعى لدغدغة مشاعر العامة ، و عواطفهم الدينية ، لتعزيز نفوذها و مواقعها ، في مقابل صعود قوى الإصلاح و التطوير .
و ليس مستبعداً أن تدخل على الخط بعض الجهات الخارجية ، أو بعض القوى المصلحية في الداخل لتشجيع اتجاهات المبالغة و الغلو في الأوساط الدينية .
إن خطر توجهات الغلو كبير على مستقبل الإسلام و الأمة ، و لذلك حذّر الله تعالى الأمم السابقة من الغلو في الدين ، يقول تعالى : ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ ... ﴾ [2> .
و تتمثل أهم مظاهر خطر الغلو في النقاط التالية :
أ ـ تحريف المفاهيم ، و إفراغ الأحكام الشرعية من مضامينها ، و الابتعاد عن مقاصد الدين و أهدافه ، و إشغال الأمة بحالة طقوسية فارغة ، تستنزف الجهود ، و تصنع حالة من الإشباع الكاذب ، و الشعور الزائف بأداء الواجب نحو الدين .
ب ـ الاستغراق في الجوانب الغيبية على حساب العقل و مراعاة السنن الإلهية للطبيعة و الحياة ، مما عزَّز حالة التواكل و الكسل ، و عدم البحث الموضوعي و المعالجة الواقعية لمشكلات الحياة ، و فتح المجال أمام أسواق الشعوذة و الدجل ، التي تدّعي القدرة على تقديم مختلف العلاجات للأمراض الجسمية ، و المشكلات النفسية ، و القضايا الاجتماعية .
ج ـ تشجيع التطرف و التشدد تجاه الآخر الخارجي و الداخلي ، انطلاقاً من تفاصيل الخلافات العقدية و التاريخية ، و إغفال مساحات الالتقاء و الاشتراك ، لقد أصبح عندنا خطباء متمرسون في إذكاء الخلافات الطائفية ، و محترفون لإثارة الكراهية و البغضاء بين أبناء الأمة ، و قد منحتهم القنوات الفضائية أفضل الفرص لرفع أصواتهم و بث سمومهم في مختلف الأرجاء .
د ـ ممارسة الإرهاب الفكري تجاه أيِّ رأي مخالف و اتهامه بالمروق و الابتداع ، مما يوقف حركة الاجتهاد ، و مسيرة التطوير و التجديد .
إن هذه التحديات الداخلية توجب على العلماء و الدعاة المدركين لها أن يوجهوا خطابهم و اهتمامهم نحو مواجهتها ، و تبصير جماهير الأمة بما يخدم مصلحتها ، و يصون رسالتها الإسلامية العظيمة عن عبث الغالين و المتزمتين .
و لاشك أنها مهمة شاقة تكتنفها صعوبات بالغة ، لأن دعاة التشدد و الغلو يستثيرون عواطف و مشاعر العامة الدينية ، و يستندون إلى آراء و تبريرات لها جذورها في التراث المذهبي لمختلف الطوائف و المذاهب ، و يظهرون أنفسهم حماة للعقيدة و حراساً لشعائرها ، و لا يتورعون عن التشكيك في دين من يختلف معهم و لو في أدنى التفاصيل .
الدعوة على بصيرة :
لقد تحدث النبي بأمر الله تعالى له ، عن أهم سمة لمنهجه في الدعوة إلى الله ، و هي امتلاك البصيرة ، يقول تعالى : ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [3> .
و البصيرة من البصر و الإبصار ، فكما يحتاج الإنسان إلى حاسة البصر ليرى الأشياء المادية في هذه الحياة ، و ليتمكن من السير في طرقها متلافياً الضياع و الوقوع في الحفر و المزالق ، كذلك يحتاج إلى المعرفة و الوعي لتقويم الآراء و الأفكار ، و التمييز بين مسالك الخير و مهاوي الشر و الفساد . و تلك هي البصيرة .
وكون الداعي على بصيرة في دعوته يعني أمرين :
الأول : اطمئنانه للفكرة و وضوحها عنده ، حيث لا يصلح للداعي أن يطرح فكرة لم يجتهد في بحثها ، ولم يتأكد من صحتها ، و لا ينبغي له أن يجترّ في خطاباته طرح ما هو سائد و متناقل دون تحقيق و تمحيص .
و من المؤسف جدّاً أن تجد بعض العلماء و الدعاة ينقلون للناس روايات تاريخية ، و آراء عقدية ، و مسائل ذات تأثير في أذهان الناس و سلوكهم ، قبل أن يكلفوا أنفسهم عناء التأكد من صحة تلك النقولات ، اتكالاً على ما سمعوه من خطباء آخرين ، أو أخذاً من مصادر غير معتمدة ، أو استجابة لرغبة المستمعين .
إن وسائل البحث و أدوات المعرفة أصبحت متوفرة و مبذولة ، فلا عذر للمقصرين و المتقاعسين .
الآخر : معرفة الواقع الخارجي الذي تلامسه الفكرة المطروحة ، فليست كل فكرة صحيحة صالحة للعرض في كل زمان و مكان ، و لعل المقصود بالحكمة في الدعوة في نص الآية الكريمة : ﴿ ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ ... ﴾ [4> هو اختيار القول المناسب للموقع المناسب .
من هنا يحتاج الدعاة في كل مجتمع إلى تقويم ظروف مجتمعهم ، و دراسة أوضاع البيئة التي يتحركون فيها ، لينطلق خطابهم الديني من خطة مدروسة ، و ليركزوا على الأولويات .
و قد تحدث العلامة الشيخ عبدالله العَلَمي الغزّي الدمشقي أستاذ دروس التفسير في الجامع الأموي بدمشق المتوفى سنة 1355هـ 1936م حول هذه الآية الكريمة : ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ ... ﴾ [5> في كتابه القيم ( مؤتمر تفسير سورة يوسف ) فقال تحت عنوان ( أكثر دعاة أهل اليوم هم على غير بصيرة ) :
( النبي عليه الصلاة و السلام ، كان يدعو إلى الله على بصيرة ، و هكذا خلفاؤه و علماء السلف و الأئمة المجتهدون و سائر العلماء الصالحين ، و لكن من المؤسف ، أن أكثر دعاة أهل اليوم ، هم على غير بصيرة ، لأنهم مزجوا الدخائل بعقائد الدين ، و أدخلوا البدع و الأخلاق الرديئة في العوائد الإسلامية ، و علمّوا الجهال تعاليم خادعة ، لبِّست الغيّ بالرشاد ، كما علموهم التأويلات الباطلة ، التي شبهت الحق بالباطل ، حتى صار الجبر «توحيداً» ، و إنكار الأسباب « إيماناً » و ترك الأعمال المفيدة « توكلاً » و معرفة الحقائق « كفراً و إلحاداً » و إيذاء المخالف في المذهب « ديناً » و الجهل بالفنون و التسليم بالخرافات « صلاحاً » . و اختبال العقل و سفاهة الرأي « ولاية و عرفاناً » و الذلة و المهانة « تواضعاً » و الخنوع و قبول الضيم « رضى و تسليما » و التقليد الأعمى لكل متقدم « علماً و إيقانا » .
هذا ما كتبه الشيخ الجليل قبل ثمانية عقود من الزمن عن دعاة عصره ، فهل دعاة اليوم أفضل حالاً من أولئك ؟ هذا ما نأمله و نرجوه [6> .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الخطاب الديني و التحديات الاجتماعية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بحث بعنـوان التنشئة الاجتماعية
» مواعظ من أقوال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
» طرق حديثة في تدريس المناهج المطورة - منهج التربية الاجتماعية والوطنية -

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى فرجيوة نت :: ~¤¢§{(¯´°•. ۩۞۩ منتدى البحوث والمقالات ۩۞۩.•°`¯)}§¢¤~ :: المقالات و الدروس العلمية-
انتقل الى: