الامل القادم نائب مدير
رقم العضوية : 1150 المزاج : المهنة : عدد المساهمات : 138 نقاط : 403 تاريخ التسجيل : 21/08/2010 العمر : 41
| موضوع: نموذج دراسة الأسلوب في النصوص الأدبية الإثنين 14 فبراير 2011 - 19:24 | |
| الهدف : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الإجراءات : مادة هذا الدرس عدة نماذج في موضوع واحد , تناوله أكثر من أديب ؛ لتكون الموازنة بينهم محصورة في مجال واحد , فتتضح طريقة كل منهم في يسر وسهولة . التمهيد : الناس ـ كما يختلفون في طريقة المشي , والجلوس , والتحية , وتقضية أوقات الفراغ ... ـ يختلفون أيضاً في |
|
|
| طريقة التعبير عن منظر يشاهدونه , أو عن موضوع يحسونه في أنفسهم , وأن لكل منهم طريقة في هذا التعبير . وفي هذا الدرس سنستعرض عدة نصوص في موضوع واحد " الشمس " , تناوله أكثر من أديب . عرض المادة الأدبية : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] النص الأول : الشمس كروية الشكل , شديدة الحرارة , تبدو لنا أكبر من أي نجم آخر , وتدور حولها الأرض ومجموعة أخرى من الكواكب , وهي تبعد عن الأرض بنحو 93 مليون ميل , ويصل شعاعها إلى الأرض في 8 دقائق , والشمس تمدنا بالحرارة والضوء ؛ وهي لذلك من العوامل الأساسية في حياة الإنسان والحيوان والنبات . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] النص الثاني : قال شوقي في الشمس : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] النص الثالث : وقال أحمد أمين في الشمس : خلعت من جمالك على الزهر فتنة للناظرين , فجماله من جمالك , ولونه قبس من ألوانك , فأبيضه وأحمره وأصفره وأزرقه , ليس إلاّ نعمة من نعمك , وأثراً من فيضك . ثم شأنك في البحر عجب أي عجب , تضربينه بشعاعك , وتلفحينه بنارك , فيتحول ماؤه بخاراً , وقد فارقته ملوحته , وعاد إليها صفاؤه وعذوبته , واكتسب منك الحياة , فكان جارياً , بعد أن كان ماءً راكداً , فجرى جداول وأنهاراً , فأرسلته إلى الأزهار والأشجار , يحيى ذابلها , وينضج ثمارها . | | [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] النص الرابع : وقال محمود تيمور يناجي الشمس , وقد رآها منتصف الليل , في منطقة من بلاد السويد , لا تغيب عنها الشمس فترة من السنة : أيها القرص العظيم , أأنت حقاً شمس المشرق , التي نودعها كل مساء بدعاء من شرفات المآذن , يرن في السماء , معلناً اختفاءك من الدنيا , وانسلاخ آية النهار , ثم نستقبلك عند الفجر بهذا الدعاء , الذي تتجاوب به أنحاء الفضاء , مؤذناً بعودتك الظافرة , وانتساخ آية الليل ؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] النص الخامس : وقال أبو هلال العسكري : والشمس واضحة الجبين كأنها وجه المليحة في الخمار الأزرق وكأنها عند انبساط شعاعها تبر يذوب على فروع المشرق | |
|
|
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] النص السادس : وقال ابن سنا الملك : لا كانت الشمس فكم أصدأت صفحة خد كالحسام الصقيل وهي إذا أبصرها مبصر حديدُ طرف راح عنها كليل يا علة المهموم يا جلدة المحموم يا زفرة صبّ نحيل أنتِ عجوز لم تبرجت لي وقد بدا منك لعاب يسيل القراءة والفهم والتذوق : عزيزي الدارس : بعد أن قمت بقراءة هذه النصوص لعلك لاحظت اتحادها في الموضوع وهو " الشمس " واشتراكها في بعض المعاني , واختلاف الأدباء , في طريقة التعبير عن هذه المعاني . سنناقش في الصفحات التالية الاتجاهات الخاصة لكل أديبٍ مع التركيز على الوان محددة من طرق التعبير: 4. الألفاظ | 3. الحقيقة والخيال | 2. المعاني المشتركة | 1. الأداء النثري أو الشعري | 7. الإخبار أو الطلب | 6. الاختصار أو الإطالة في التعبير عن الفكرة | 5. الحلية الكلامية | | 9. نفسية الأديب | 8. طريقة الأديب في إدارة الحديث | | | [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] النص الأول : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أجمل هذا النص النثري الحديث عن أثر الشمس في الكائنات الحية , بعرض الحقائق في ألفاظ مساوية للمعاني , فليس فيه تكرار , ولا جمل مترادفة , وكان أسلوب النص مرسلاً يجري على طريقة الإخبار وخالٍ من التزيين والتحسين . وقد عرضت معانيه في ألفاظ حقيقية , ليس فيها خيال ؛ لأنها حقائق علمية . وكانت ألفاظه سهلة مألوفة , وفيه بعض الأرقام المناسبة للأساليب العلمية . وإذا تطرقنا إلى نفسية الأديب نجد أن النص خالٍ من العاطفة ؛ لأنه أسلوب علمي محايد . وهو يتحدث عن الشمس بضمير الغائبة . | |
|
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] النص الثاني : ( أحمد شوقي ) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
في هذا النص النثري الذي امتاز بجزاله ألفاظه وفخامتها, تحدث شوقي عن الشمس بضمير الغائبة , وتخيل أنها منار ودينار , وساعة لها عقربان . وقد أظهر شوقي في هذا النص عاطفة اعجابه بالشمس في أحوالها وآثارها . حرص شوقي على أن يجعل نثره شديد الشبه بالشعر ؛ فقد التزم السجع , وعمد إلى بعض المحسنات , مثل " ساعة " و " يوم الساعة " وحرصه على السجع حمله على أن يستعمل كلمة " الدسكرة " في معنى الدنيا , مع أن معناها القرية , ولكنه تكلف هذا الاستعمال . نلاحظ في النص بعض أساليب الطلب مثل الأمر في ( سل الشمس ) والاستفهام في (من رفعها ؟ ـ من علّقها --xx--/SPAN> ـ من الذي آتاها معراجها ؟ـ من الذي وكلها ؟) , ومن حيث الاختصار أو الإطالة عمد شوقي إلى ترادف الجمل , مثل : آتاها معراجها , وهداها أدراجها , وأحلها أبراجها , وكل هذه الجمل بمعنى واحد تقريباً , وقد كانت إحداها كافية . | | [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] النص الثالث : ( أحمد أمين ) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] يشترك هذا النص مع النص الأول في الأداء النثري , والمعاني المشتركة , ولكن الأديب هنا بسط القول في مياه البحر وارتفاعها بخاراً بحرارة الشمس , وتكونها سحباً في السماء , ثم ارتدادها إلى الأرض جداول وأنهاراً , تنتفع بها الأزهار والأشجار . | |
|
| ومن حيث الحقيقة والخيال جعل الكاتب الشمس تخلع جمالها على الزهر , وجعلها نعمة , وتخيلها تضرب البحر بشعاعها . وقد عمد الكاتب إلى التأنق في اختيار الكلمات كما امتاز النص بالسجع والازدواج . جرى النص على طريقة الإخبار وفيه وَجَّهَ الكاتب خطابه إلى الشمسِ وأبدى عاطفة الإعجاب في أحوالها وآثارها. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] النص الرابع : ( محمود تيمور ) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في هذا النص النثري وجه الكاتب خطابه إلى الشمس حيث بدا تأثره بهذا المنظر الفريد , الذي تتجلى فيه القدرة الإلهية ؛ ففاضت نفسه بالشعور الديني , وغمره الإشراق الروحي , وكان لهذا أثره في مناجاته للشمس , إذ ذكر المآذن والأذان .هذا وقد تخيل تيمور الشمس إنسانة يخاطبها ويناجيها, ويودعها ويستقبلها , وأن لها عودة ظافرة , وقد استخدم الكاتب اسلوباً مرسلاً خالٍ من التزيين والتحسين وعمد إلى التأنق في اختيار الكلمات مع تضمين النص بعض الأساليب الطلبية , مثل النداء في ( أيها القرص ) والاستفهام في(أأنت حقاً ...؟) .كما يلاحظ بعض الإطالة في تعبيراته , مثل : معلناً اختفاءك من الدنيا , وانسلاخ آية النهار , ومثل : مؤذناً بعودتك الظافرة , وانتساخ آية الليل .
| | [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] النص الخامس : ( أبو هلال العسكري ) وجه المليحة في الخمار الأزرق | والشمس واضحة الجبين كأنها | تبر يذوب على فروع المشرق | وكأنها عند انبساط شعاعها |
جاء الأداء في هذا النص شعرياً عمد فيه الشاعر المفتون بجمال الشمس إلى التأنق في اختيار الكلمات , وقد تحدث عن الشمس بضمير الغائبة فتخيلها فتاة حسناء , وجعل شعاعها تبراً ذائباً وهي في نظره فتاة مليحة واضحة الجبين , وهي لا تلقي على الشرق أشعة , وإنما تسكب عليه تبراً ذائباً . | |
|
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] النص السادس : ( ابن سنا الملك ) صفحة خد كالحسام الصقيل | لا كانت الشمس فكم أصدأت | حديدُ طرف راح عنها كليل | وهي إذا أبصرها مبصر | المحموم يا زفرة صبّ نحيل | يا علة المهموم يا جلدة | وقد بدا منك لعاب يسيل | أنتِ عجوز لم تبرجت لي |
تحدث الشاعر في هذا النص الشعري عن الشمس بضمير الغائبة . وأيضاً وجّه الخطاب فيه إليها . وبينما كان الشاعر في النص السابق مفتوناً بجمال الشمس ظهرت نفسية ابن سنا في هذا النص مناقضةً ؛ حيث يحمل على الشمس حملة شعواء , فهي في نظره ضارة مؤذية , تنال من صفحات الخدود الأسيلة المصقولة , فتغير لونها , وإذا رنا إليها إنسان قوي البصر , ارتد بصره ضعيفاً كليلاً , وهي في لونها أشبه بالعليل , وفي حرارتها أشبه بالنحيل ينفث الزفرات الحارة , ثم هي عجوز متصابية , تغري بالتندر والزراية. وهذه الأشعة التي جعلها النص السابق تبراً مذاباً , جعلها هذا النص لعاباً يسيل , وشتّان ما بين منظر سار بهيج , ومنظر يدعو إلى النفور والاشمئزاز . الاستنباط : بعد أن انتهينا من مناقشة النصوص على النحو السابق نستطيع أن نحدد معنى الأسلوب[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] |
| |
|